مقدمة رسالة غلاطية

 

Galatians نظرة عامّة- الرسالة إلى غلاطية


هذا الملف هو تلخيص لفيديو من قناة بايبل بروجكت بالعربية الفصحى

قام بتنسيقه فريق عمل أنا وكتابي



خلفية القصة 

رسالة بولس إلى أهل غلاطية كتبت الى عدة كنائس في منطقة غلاطية كتبت الى عدة كنائس في منطقة غلاطية حيث سافر بولس في احدى رحلاته التبشيرية ونقرأ عن هذا ايضا في سفر الأعمال كتب بولس هذه الرسالة المهمة بشغف عميق وكثير من الاحباط …

واليكم خلفية القصة………………….

 بدأت المسيحية كحركة يهودية في أورشليم لكن رسالتها كانت لكل البشرية فتعدت الحدود الجغرافية بسرعة أثناء فترة كرازة بولس تساوى عدد أتباع يسوع من اليهود وغير اليهود مما أثار جدلا كبيرا نقرأ عنه في سفر الاعمال الاصحاح الخامس عشر. 

بحسب التاريخ كان شعب عهد الله محصورا في جنسية واحدة وهي اسرائيل وتم تخصيصهم باتباعهم لوصايا التوراة كختان الذكور - شريعة الطعام - وحفظ السبت اعتقد العديد من المسيحيين من اليهود ان غير اليهود يجب ان يمارسوا شريعة التوراة كي يصبحوا جزءا من عائلة الله.

 بدأ بعض المسيحيين اليهود بالذهاب إلى كنائس غلاطية وكانوا يقللون من شأن بولس ويطالبون بختان كل الذكور المسيحيين من غير اليهود وبالفعل فعل الكثيرون ذلك, فحزن بولس وغضب عندما علم بهذا الأمر ..

الافكار الرئيسية و غرض الرسالة

ولذلك كتب هذه الرسالة وهنا يقدم تلخيصا لرسالة الانجيل عن المسيح المصلوب ليتحد به اهل غلاطية ثم يوضح لهم ان هذا الانجيل هو اساس عائلة يسوع وابراهيم المتعددة الجنسيات وبعدها ينتقل ليتحدث عن قدرة هذا الإنجيل على تغيير البشر بحضور الروح القدس وقوته. 

الاصحاح 1 - 2 إنجيل المسيح المصلوب

يعبر بولس في البداية عن حيرته بسبب اعتناق اهل غلاطية انجيلا مختلفا. جاء به مسيحيون يهينون بولس ويطالبون غير اليهود بالختان. ونرى ان بولس يدافع عن مصداقية رسالته وسلطانه كرسول.إذ كان مكلفا من يسوع القائم نفسه بتوصيل الرسالة لغير اليهود. نقرأ عن هذا في سفر الأعمال. 

لقد طلب بولس مشورة الر سل الاخرين كبترس ويعقوب عندما ذهب الى اوروشاليم وعندما اخبرهم قد ايدوه ان لا يطالب غير اليهود بالختان او باتباع شريعة الطعام الا ان التوتر تصاعد والامور صارت اسوأ فقد ذهب بطرس لزيارة ورؤية جميع المسيحيين غير اليهود في انطاكيا وكان يأكل معهم لكن عندما وصل الى انطاكيا بعض المعارضين من اورشليم نجد ان بطرس خاف منهم فتوقف عن الاكل مع المسيحيين الذين لم يختتنوا بل وتحاشاهم, وهنا واجه بولس بطرس واتهمه بازدواجية عدم السلوك بحسب الإنجيل الحقيقي..

 فبولس يرى ان مطالبة هؤلاء المسيحيين الجدد بالختان واتباع شريعة التوراة هو فكر خاطئ لأسباب كثيرة: لأنه أولا خيانة للانجيل أو كما يقول بولس لا يمكن ان يتبرر البشر بأعمال النموس بل بالإيمان بيسوع المسيح ونحن نؤمن بيسوع المسيح.

 التبرير هو تعبير من العهد القديم معناه الحرفي هو إعلان براءة الشخص , إنها اللحظة التي يعلن فيها الله أن المصالحة قد تمت بينهما إذ نال غفرانا وأصبح له مكانا في عائلة الله وقد تغير بنعمة الله.

 يؤمن بولس أن طاعة وصايا النموس لا تبرر أحدا فالإيمان بيسوع هو فقط ما يبرر الإنسان قد تشير , هذه العبارة بما فيها من عمق إلى أمانة يسوع في حياته وموته لأجلنا أو قد تشير إلى ثقتنا في المسيح وأمانتنا تجاهه وفي كلتا الحالتين فالأمر واضح التبرير فقط يتم عندما يؤمن الإنسان بما فعله الله بيسوع المسيح لأجله وليس بما يفعله هو لنفسه

 جوهر الإنجيل عند بولس هو أن يصبح يسوع نفسه حقيقة معاشة في حياة كل من يؤمن بالمسيح يسوع ,فحياته وموته وقيامته تصبح له أو كما يقول مع المسيح صُلِبت فأحيا لست أنا بل المسيح يحيا فيَّ, فما احياه الان أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ولهذا لا يمكن لأي شخص أن يقول إن سبب انتمائه لعائلة عهد يسوع هو طاعته لناموس التوراة لأن السبب الوحيد هو ما فعله يسوع لأجلهم والذي كان يستحيل عليهم فعله بأنفسهم.

 وهذا الإدراك العميق لما فعله يسوع له تأثير كبير على تحديد من يمكنه الانضمام لعائلة عهد الله وأيضاً على تحديد ما تعنيه الحياة كعضو فيها 

الأصحاح 3 - 4 يخلق عائلة جديدة متعددة

يعود بنا بولس لقصة إبراهيم المذكورة في سفر التكوين تلك القصة التي أعلن الله فيها أن إبراهيم بارٌ وهذا لأجل إيمانه بوعد الله القائل إن فيه وفي نسله ستتبارك جميع الأمم.

 كان هدف الله منذ القديم هو تكوين عائلة كبيرة متعددة الجنسيات تتأسس علاقتها به على الإيمان وليس على ناموس التوراة لكن هناك سؤال لماذا أعطى الله ناموس التوراة لبني اسرائيل ؟ اذا يعطينا بولس هنا توضيحا عميقا لهذا الامر ونقرأ المزيد عنه في رسالة رومية .

لقد أعطى الناموس لبني إسرائيل على جبل سيناء بعد وعده لإبراهيم بفترة كبيرة وإذا قرأت الناموس بتدقيق ستجد أن قصد الله منه كان لفترة زمنية مؤقتة ويضيف بولس أن للناموس دورا سلبيا و دورا ايجابيا : 

كان دوره السلبي هو اظهار خطيئة بني إسرائيل من خلال المجهر موضحا كيف اشتركوا مع جميع الناس في الطبيعة الخاطئة بسبب عصيانهم المستمر لناموس الله. وهكذا فالناموس الصالح كشف خطيئة بني اسرائيل وكل البشرية على حد سواء. او كما يقول اغلق الناموس على الكل تحت سلطان الخطيئة. 

لكن للناموس دور ايجابي ايضا. فلقد كان يشبه معلما قاسيا يحافظ على مسار بني إسرائيل حتى مجيء ابن الموعد الآتي من نسل إبراهيم المسيح. والذي عندما اتى تمم الناموس نيابةً عن بني إسرائيل.

 كان يسوع هو الوحيد من اليهود الذي عاش بأمانةٍ كاملةٍ محباً لله والناس ملك اليهود الذي مات حاملاً لعنة وخطيئة بني إسرائيل على نفسه وآتياً بالفداء والآن من خلال يسوع الآتي من نسل إبراهيم ستتبارك جميع الشعوب بغض النظر عن جنسيتهم أو مستواهم الاجتماعي أو نوعهم..

 لا معنى إذن لمطالبة المسيحيين غير اليهوديين بتنفيذ وصايا الناموس فهو يعطي انطباعا أن المسيح لم يدفع ثمن خطايانا ويتجاهل الحرية التي نلناها بيسوع وعطية الروح القدس ويحصر وعد الله بالفداء في جنسية واحدة .

فماذا لو أن المعارضين سألوا إن كانت التوراة ناموس الله للحياة حسب إرادته فكيف لغير اليهوديين أن يتعلموا مشيئة الله بدون الناموس .؟

الاصحاح 5 - 6 تغيُّر بعمل الروح القدس

 يرد بولس على هذا السؤال في الإصحاح الخامس والسادس قائلا ان حضور يسوع المغير بالروح القدس هو المفتاح.

وصايا الناموس حسنة وحكيمة كما يقول بولس ويمكن تلخيصها كما فعل يسوع في وصية واحدة وهي تحب الله وتحب الاخرين كنفسك, لم يكن الناموس قادرا على اعطاء القدرة لبني اسرائيل على طاعته,,,,,, لكن الخبر السار هو أن يسوع قد تمم الناموس نيابة عنه. والان هو يحيى فينا من خلال الروح القدس مانحا لشعبه طبيعة جديدة تطيع الوصايا وتحب الآخر.

 يستمر بولس في مقارنة الطبيعة القديمة بالطبيعة الجديدة. سلوكيات الطبيعة القديمة واضحة فهي تجرد البشر من انسانيتهم وتدمر علاقات ومجتمعات بأكملها , حرمت وصايا الناموس هذه السلوكيات لكن المسيح أماتها على الصليب عندما نؤمن بالرب يسوع ونحيا متكلين على الروح القدس نجد أن المسيح يحيا فينا وتثمر بداخلنا ثمار الروح القدس وهذه هي نوعية الحياة التي يريد أن يزرعها في عائلته لكي يعيش في محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة وتعفف..

 لكن يجب ان نعرف ان هذا الثمر لا يأتي من تلقاء نفسه بل يجب زراعته كأي نبات من خلال ان نحيا بقيادة الروح القدس دائما وهذا يتطلب قرارا إراديا…

 وايضا يجب ان نتعلم كيف نترك عاداتنا القديمة ونتدرب على اكتساب الجديدة منقادين بالروح القدس إذ يعيد يسوع تشكيل أذهاننا وقلوبنا لنصير أناسا يحبون الله والآخرين. وهكذا يتمم شعب يسوع ما يسميه بولس ناموس المسيح.

الختام

يختتم بو لس الرسالة قائلا ان مطالبة المسيحيين بتنفيذ وصايا الناموس او الختان يشبه السير في طريق معاكس فالمهم حقا هو خليقة الله الجديدة عائلة المسيح الجديدة المتعددة الجنسيات التي تؤمن بالمسيح وتتعلم ان تحب الله والاخرين بقوة الروح القدس وهذه هي الرسالة الى اهل غلاطية


تعليقات