4 معاني لا غنى عنهم لفهم اعمق للكتاب المقدس
دراسة الأسفار هى خطوة أعمق من مجرد القراءة اليومية وهى أقرب الى التفسير. والمقصود بالدراسة هو الوصول الى المعنى الأصلى للكلمة أو الآية أو الجزء أو السفر كله وبعدها الوصول الى المعنى الذى نطبقه فى حياتنا. أنه يُوجد خطورة فى التعامل مع الكتاب المقدس كله على أنه معنى واحداً فقط. أى أن أقرأ الكتاب بمعنى حرفى فقط، أو رمزى فقط، وهكذا. ولكن يجب الانتباه أن هناك أجزاء فى الكتاب المقدس لا تُفهم إلا حرفياً، وأجزاء أخرى لا تُفهم إلا رمزياً، وهكذا.
(1) المعنى الحرفى
والدراسة لا تعنى التفسير الحرفى للكتاب (الذى يعتبر أسهل أنواع التفسير). إذ يتم التعامل مع الكلمة كما ذكرت بالنص والحرف وهذا يؤدى بنا إلى الدخول فى متاهات التطبيق الذى لا يتوافق مع يومنا هذا وسنقع فى خطر عبودية الحرف المكتوب وليس حرية الفكر ورحابة التطبيق، وكثيراً ما نجد أنفسنا أمام آيات نعجز عن فهمها حرفياً فكيف نطبقها؟
على سبيل المثال نذكر:"وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ" مت 5: 30.
ولكن هناك أجزاء كثيرة من الكتاب لها معنى حرفى فقط وهنا لا توجد أى خطورة. فعندما يذكر الكتاب أن السيد المسيح دخل أورشليم فكلمة أورشليم ليس لها أى معنى رمزى أو مجازى وإنما تعنى منطقة اسمها أورشليم وهكذا... فلا يجب أن نتعامل مع الكتاب بصورة حرفية إلا إذا كان المقصود فعلاً حرفياً.
(2) المعنى الرمزى(المجازى)
هناك من يجد فيما ذكر فى الكتاب المقدس رموزاً تشير إلى معانى مختلفة وهذا أمر غاية فى الخطورة لأننا سنرى الكثير من الأجزاء التى سنعجز عن الوصول ألى معناها المراد. وربما نجد ما يشير فى الجزء الواحد إلى ما يرمز لأكثر من شئ وهذا سيحمل أكثر من معنى للجزء الواحد.
مثال مَثَل السامرى الصالح، فبالتفسير الرمزى يرى البعض أن:
أورشليم: ترمز إلى الحالة الروحية المرتفعة التى يحيا فيها الإنسان المؤمن.
أريحا : ترمز للسقوط من الحالة الروحية إلى حالة أضعف.
اللصوص: يرمزون إلى أعداء الإنسان الخطية وإبليس والعالم.
الجروح: ترمز لآثار الخطية على الإنسان.
الفندق: يرمز إلى الكنيسة.
السامرى الصالح: القريب الذى يصنع الرحمة.
الدابة: السيد المسيح الذى حملنا نحن بخطايانا.
وهكذا فكل ما ذُكر فى المثل هو رمز معين أو إشارة إلى أى أمر آخر مما يضع أمامنا معانى عديدة ومختلفة لهذا النص. مع أن السيد المسيح ذكر المثل وغرضه أن يبين أن مَنْ يصنع الرحمة معك هو قريبك حتى وإن كان من غير جنسك، وأدرك الناموسى ذلك وفهم معنى المثل. ولا نستطيع تفسير الآيات بصورة رمزية أو مجازية إلا إذا كان معناها الأصلى فى الكتاب رمزياً أو مجازياً كما ذكر السيد المسيح
"انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ"يو2: 19.
(3) المعنى الروحى (الانطباعى)
وهذا يعنى التعامل مع النص الكتابى بأسلوب روحانى بغض النظر عن المعنى الحقيقى له أى <رَوْحَنة النص>. والأهم هنا هو الانطباع الذى نخرج به.فإذا أردنا البحث فى المعنى الأصلى للنص نجد من يعتبر ذلك تعقيداً وفلسفة نحن فى غنى عنها، ويكفى الانطباع الذى اخترناه عن نص معين. ومن خطورة هذا الاتجاه أن نجد شخصاً آخر له انطباع مختلف عن ذات النص...يجب ألا تكون لإنطباعاتنا سلطة أعلى من سلطة النص فى الكتاب نفسه، ولذلك يجب أن نترك الكتاب يوجه اختباراتنا وليس العكس.
(4) المعنى العقائدى
هو محاولة الوصول إلى المعنى الذى يثبت عقيدة معينة نؤمن بها مسبقاً ونحاول تفسير النص بما يوافق هذه العقيدة. إن من يثبت عقيدة معينة على كل نص من الكتاب فإنه يفرض معنى على الكتاب بدلاً من إفساح المجال ليكون الكتاب المقدس هو المعلم والمرشد. والعقيدة تُبنى على الكتاب المقدس وليس العكس ونصل إلى الخلاصة الهامة: دع الكتاب يفسر نفسه بنفسه.
تعليقات
إرسال تعليق