ازاي تدرس الكتاب المقدس بطريقة مبتكرة و ممتعة

الدراسة الفردية للكتاب المقدس هي الخطوة الأولى. في هذه الخطوة تقوم بشكل شخصي بفحص النص الكتابي وملاحظته باستخدام أسلوب الدراسة الاستقرائي. 

ومن خلال المناقشات التي تطرأ والتفاعلات مع حقائق الكتاب المقدس، يمتد تأثير الروح القدس ليختم على تلك الحقائق في قلوبنا. وهكذا، تتجسد الكلمة في حياتنا، محفِّزةً إيانا للتأمل في تطبيقات فردية شخصية تشجع على عيش حياة تعكس تعلمنا. في هذا السياق، ننغمس في استكشاف ما يقدمه الكتاب المقدس، نفهم معانيه، ونبني جسورًا لربطها بحياتنا اليومية. النتيجة هي حياة تتغير تمامًا لتمجد الله، ونحن نتطلع لمزيد من التحولات والتفاعل مع رسالته.

دراسة الكتاب المقدس الاستقرائية هى طريقة تأتى بك إلى مواجهة مع كلمة الله بعيداَ عن فهم الآخرين أو تفسيراتهم للنص. وهى تتضمن ثلاثة مهارات: الملاحظة والتفسير والتطبيق

الملاحظة

الملاحظة تعلمك أن ترى بالضبط ما يقوله المقطع الكتابي , إنها الأساس الذى يُبنى عليه التفسير والتطبيق الصحيحين، الملاحظة تجيب على السؤال: ماذا يقول المقطع الكتابي؟

التفسير

التفسير يجيب على السؤال القائل: ماذا يعنى هذا المقطع الكتابي؟

التطبيق

التطبيق يجيب على السؤال القائل ماذا يعنى هذا لى بشكل شخصي؟ ما الحقائق التى يمكن أن أحيا بها؟ ما التغييرات التى يجب أن اجريها على حياتي؟

الملاحظة (اكتشف ما يقوله النص)

ابدأ بالصلاة

الصلاة في العادة هي العنصر المفقود في دراسة الكتاب المقدس. أنت على وشك أن تتعلم أكثر طريقة فعالة في دراسة الكتاب المقدس. ولكن بدون عمل الروح القدس سيكون كل شيء تفعله مجرد – طريقة جديدة.

اسأل الأسئلة الستة الأساسية

بينما تدرس أي مقطع كتابي، درب نفسك على أن تسأل باستمرار:

من؟ ماذا؟ متى؟ أين؟ لماذا؟ كيف؟

هذه الأسئلة هي الأحجار الأساسية للملاحظة الدقيقة في أثناء الدراسة، وهي ضرورية للتفسير الدقيق.

ضع علامات على الكلمات والعبارات المفتاحية

الكلمة المفتاحية هي الكلمة الأساسية في النص. الكلمات والعبارات المفتاحية تتكرر لكي توصل الفكرة التي يقصد الكاتب توصيلها لنا أو الغرض من الكتابة. مثلا، لاحظ أن هناك صيغ مختلفة لكلمة الألم وهي تستخدم ثلاث مرات في 1 بطرس 5. الكلمات المفتاحية يمكن أن نضع عليها علامات برسوم رمزية معينة أو بألوان أو بتركيبة من الرموز والأوان معًا.

قم بعمل قوائم

عمل القوائم يمكن أن يكون واحد من الأمور التي تلقي الضوء على أمور جديد في فهمك للكلمة بينما تدرسها. القوائم تكشف الحقائق وتلقي بالضوء على المفاهيم الهامة.

1بطرس 5: 2- 3 

مثلا يضم قائمة بسيطة تتعلق بمهام الشيخ، وتظهر من خلال عدد من العناصر المذكورة في النص.

من المفيد أيضًا أن تقوم بعمل قائمة بما تتعلمه عن كل كلمة مفتاحية أو شخص وضعت عليه علامة.

ابحث عن التناقضات أو المقارنات

التناقضات والمقارنات ترسم صورًا للكلمات لكي تجعل من الأسهل علينا أن نتذكر ما نتعلمه. مثلا يقارن بطرس بين الشيطان وبين الأسد الزائر في آية 8. ويظهر أيضًا التناقض بين موقف الله نحو المتكبر وموقفه نحو المتضع.

لاحظ تعبيرات الزمن

العلاقة بين الأحداث من الناحية الزمنية عادة ما تلقي الضوء على المعنى الحقيقي للنص. وضع علامة “للزمن” سياعدك على أن ترى تسلسل الأحداث وتوقيتاتها وسيقودك للتفسير الدقيق للنص الكتابي.

المواقع الجغرافية

في العادة يكون من المفيد أن نضع علامات على المواقع الجغرافية التي تقول لنا أين وقع حدث معين.

ضع علامات على ألفاظ الاستنتاج أو الختام

مثل الكلمات لهذا، أو بسبب هذا، أو من أجل هذا، أو هكذا وهي الكلمات التي توضح استنتاجًا معينًا أو ملخص لفكرة ما. سيكون من المفيد أن تضع خطًا تحت هذه الكلمات في النص.

التفسير (اكتشف ماهو المعنى!)

بينما تقودنا الملاحظة الجيدة إلى فهم دقيق لما تقوله كلمة الله. فالتفسير يأخذنا لخطوة أعمق ويساعدنا على فهم ما تعنيه. حين تفسر كلمة الله بدقة ستكون قادراً على وضع الحقائق التى تتعلمها من الكلمة موضع تطبيق وأنت ممتلئ بالثقة. بينما تحاول أن تفسر كلمة الله بدقة، ستكون الإرشادات العامة التالية ذات فائدة لك.

# تذكر أن السياق هو الحَكَم

كلمة السياق تعنى "ما يحيط بالنص أو يسير معه" ولكى تفهم السياق عليك أن تعتاد على التعامل مع كلمة الله. لو وضعت الأساس الثابت للملاحظة، فستكون قادراً على التعامل مع كل آية من خلال:

الأيات المحيطة بها
السفر الذى توجد فيه الآيات
كلمة الله بأكملها
اطلب دائماً فهم مشورة كلمة الله الكاملة

# تذّكر أن الكتاب المقدس يستحيل أن يُناقض نفسه

أفضل مفسر للكتاب المقدس هو الكتاب المقدس ذاته. تذكّر أن كل الكتاب هو موحى به من الله. وأنه هو الذى أعلنه. ولذا فلن يناقض الكتاب المقدس نفسه أبداً. الكتاب المقدس يحتوى على كل الحق الذى يمكن أن تحتاجه لمواجهة أى موقف من مواقف الحياة.

لا تبن قناعتك على مقطع مبهم فى الكتاب المقدس

المقاطع المبهمة هى المقاطع التى لا يمكن فهم معانيها بسهولة.

بعض الأساليب الأدبية المستخدمة فى الكتاب المقدس: (لاحظ الاسلوب المستخدم في الكتابة )

التاريخى - أعمال الرسل

النبوى - رؤيا يوحنا

سيرة ذاتية - لوقا

تعليمى - رومية

شعرى - مزامير

رسائل - تيموثاوس الثانية

أمثال - أمثال

# ابحث عن المعنى الوحيد للمقطع

حاول دوماً أن تفهم ما كان يجول بفكر الكاتب حين تفسر مقطعاً كتابياً. لا تلوى معنى الآيات لتدعم معنىً غير واضح. ما لم يُشر كاتب سفر محدد إلى أن هناك معنى آخر لما يقوله، فاترك المقطع يفسّر نفسه.

التطبيق (اكتشف كيفية التطبيق!)

بغض النظر عن مقدار معرفتك بكلمة الله، فلو لم تقم بتطبيق ما تعلّمته، فلن يفيد الكتاب المقدس حياتك أبداً. الملاحظة والتفسير هما "سماع كلمة الله" ، ولكن التطبيق هو ما سيحولك إلى شبه صورة المسيح.

مفتاح التطبيق:

طبق الكتاب فى ضوء تعاليمه، وتوبيخه، وتقويمه، وتأدبيه النافع للحياة.

التعليم

هو ما تقوله كلمة الله بشأن أى موضوع محدد. هذا التعليم عن أى موضوع هو دائمًا تعليم حقيقى.

التوبيخ

يفضح الأماكن التى لا تتوافق مع كلمة الله فى فكرك وسلوكك. التوبيخ يساعدك على اكتشاف الأشياء التى تفكّر فيها بصورة خاطئة أو التى لا تقوم فيها بفعل ماهو حق فى عينى الله.

التقويم

هو الخطوة التالية فى التطبيق وفى العادة هو الأصعب. فى الكثير من الأحيان يمكننا رؤية موضع الخطأ ولكننا نكره أو نعارض القيام بالخطوات اللازمة لتصحيح الأوضاع. لكن حين تطبق التقويم على اتجاهات قلبك وسلوكياتك فسترى الله وهو يعمل كل مسرته فى حياتك والفرح حتماً سيتبع طاعتك للوصية.

الاستعداد والتدرب فى البر:

على الرغم من أن كلمة الله صالحة للتعليم والتقويم والتوبيخ، إلا أن الكتاب المقدس أُعطىَ لنا لكى يكون كتاباً إرشادياً للحياة. فبينما نقضى وقتاً فى دراسة كلمته يُعدنا الله ويدّربنا من خلال:

التعاليم

الوصايا

الوعود

التشجيعات

التحذيرات

ومن خلال حياة الشخصيات الكتابية واللمحات التى نتعلمها عن شخصية الله ومعاملاته مع البشر.

قد ينتهي هذا المقال هنا، ولكن رحلتنا مع الكتاب المقدس تتواصل دائماً. تذكيرًا بأن الحياة المسيحية ليست مجرد تعلم، بل هي تجربة دائمة لتطبيق تعاليم الكتاب المقدس في كل يوم.