كيف نقرأ الكتاب معًا؟ القراءة العلنيّة للنصوص الكتابيّة
في هذا الزمن السريع وبينما نواجه تحديات حياتنا اليومية، يظل الإنجيل مصدرًا الحياة والسلام والراحة. وعندما نجتمع لقراءة الإنجيل نجد في هذا التجمع قوة حقيقية مغيرة للحياة.
في هذا المقال، سنستكشف كيف يمكن أن تكون لتجربتنا المشتركة في قراءة الإنجيل تاثيرًا عميقًا في طريقنا وحياتنا الروحية و العملية.
دعونا نتعرف سويًا على كيفية جعل هذه القراءة الجماعية للكتاب المقدس تُحدث تأثيرًا فعليًا في حياتنا اليومية.
كنت اقرأ الكتاب المقدس الذي تصعب مطالعته كما تعلم، لكنني وجدت اية تقول انصرف الى قراءة الكتاب المقدس والى الوعظ والى التعليم.
نعم نجد هذه الآية في رسالة بولس الرسول الأولى لتيموثاوس راعي الكنيسة الشاب. وهو يتحدث معه عن الطرق الممكنة لمساعدة المجتمع الكنسي على الاهتمام بالكتاب المقدس.
افهم معنى الوعظ من الكتاب المقدس وكذلك التعليم من الكتاب المقدس، لكن ما معنى قراءة الكتاب المقدس معا؟ هل هذا شيء يجب ان اهتم به؟ لماذا وجده بولس الرسول أمرا مهما؟
القراءة الجماعية للكتاب المقدس في العهد القديم
في ايام موسى
أجل كان بولس يرى أن هذه ممارسة مهمة عند شعب الله، لنعد معا بالذاكرة الى جبل سيناء مباشرة بعد انقاذ بني اسرائيل من ارض مصر. حين لم يعودوا عبيدا وكانوا في احتياج لهوية جديدة وقصة جديدة يعيشون وفقها فكان موسى يجمع الشعب معا ويقرأ كلمة الله بصوت مسموع ويُذكرهم بماضيهم وهويتهم والمستقبل الجديد المدعوين للحياة لأجله؟
في ايام يشوع
كانت هذه هي أول قراءة عامة لكلمة الله مذكورة في الكتاب المقدس. نعم لكن لم يتوقف الامر هنا، بل قاموا بذلك ثانية بعد دخولهم إلى ارض الموعد. إذ جمع يشوع الشعب معا واصغوا جميعا الى كلمة الله المقروءة بصوت مسموع كي يتذكروا ماضيهم وكيف يمكنهم متابعة العيش كجزء من هذه القصة الجديدة.. اتقصد انه شيء قاموا به طوال الوقت؟
في الحقيقة كلا لم يفعلوا ذلك. فلا نجد بعد موت يشوع قصصا اخرى تتحدث عن تجمع الشعب معا للإصغاء الى كلمة الله. بل انهم نسوا قصتهم ونشأ جيل كامل لم يعرف إلهه أو ما فعله الله لأجلهم.
في ايام يوشيا وبعد السبي
لكن بعد عدة قرون ظهر ملك يدعى يوشيا والذي اكتشف كلمة الله من جديد. وتحمس كثيرا حتى أنه دعا بني اسرائيل لإحياء هذه الممارسة مرة اخرى. مما أطلق حركة تجديد واستمر ذلك إلى أن نسي الشعب مرة اخرى وانتهى بهم الأمر في السبي. ولذلك كان على عزرا ونحميا بعد عودتهما من السبي تذكير الشعب بهويتهم والطريقة التي يجب أن يعيشوا وفقها. إذا فهذه الممارسة ذات تأثير قوي. نعم في الواقع أصبحت قراءة كلمة الله كجماعة جزءا جوهريا في الحياة اليهودية، كانوا يمارسونها عندما يجتمعون في المجمع أسبوعيا.
الرب يسوع و القراءة الجماعية
وقد شارك الرب يسوع نفسه في هذه العبادة. بل إنه بدأ ارسالية في أثناء القراءة الاسبوعية لكلمة الله قرأ من سفر اشعياء النبي ثم اخبر الجميع ان تلك الكلمات تتنبأ عنه ويعود بنا كل هذا الى الكنيسة الأولى حيث أخبر بولس الرسول تيموثاوس أن يحافظ على هذه الممارسة كي تنغمس كل الجماعة في قصة كلمة الله.
حسنا لكن هناك امر اخر لم يكن أغلب الناس في تلك الفترة يعرفون القراءة. ومن هنا كانت ضرورة القراءة العامة. لكنني استطيع قراءة الكتاب المقدس بمفردي. نعم، ويجب أن نفعل ذلك. لكن لا نقلل من تأثير هذه الممارسة القديمة. فقد تكون قراءة الكتاب المقدس بمفردنا صعبة. ومن السهل أن يتشتت انتباهنا لكن يحدث شيء ما عندما نصغي إلى كلمة الله المقروءة وعندما نكون مع الآخرين. بالإضافة إلى أنه أمر سهل. إذ لا نحتاج لمن يعظ او يُعلم علينا فقط ان نصغي الى كلمة الله ثم نتحدث عما سمعنا.
وهذا ما اعتاد شعب الله أن يفعله عند اختبارهم أزمنة جديدة غير مستقرة. كانوا يتذكرون قصتهم وهويتهم بواسطة القراءة العامة لكلمة الله.
تعليقات
إرسال تعليق